الثلاثاء، 18 مارس 2014

الداعية الناجحة





الداعية الناجحة




أحمد القطان




المقدمة :


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد الأمين صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين و بعد :

هذه رسالة خفيفة حملت بين أسطرها توجيهات دعوية ترسخ مكانة المرأة المسلمة في الدعوة إلى الله ، ولم لا والنساء في الإسلام شقائق الرجال ، أهتم بهن كأفضل ما يكون من حيث البيان للحقوق والواجبات مع التربية والتكوين والبناء وذلك من خلال منهج علمي متكامل موافق للفطرة متناسق مع ذرات الكون ، ومن خلال هذا المنهج خرجت لنا المرأة المجاهدة والمرأة الأم المربية ، المرأة العالمة ، المرأة المحترمة لإنسانيتها المعطية لمجتمعها عناصر الرقي والبناء ، فكانت بحق مدرسة تخرج منها رجال سادوا العالم في يوم ما.

و لهذا الأمر ولخطورة الدور الإنتاجي الذي تؤديه المرأة إذا التزمت بمنهج ربها ، كانت هذه الرسالة وغيرها ضرورية لمكتبة المرأة المسلمة.


صفات الداعية الناجحة :


1- إذا رأت أمراً معوجاً أصلحته بتلطف ، وإذا طلبت حاجة سألتها بتعفف، فالصخب في طلب الحاجات ينبه العداوات.

2- تلقي أخطاء الأخوات في حقها الخاص على نزغات الشيطان لأن الشيطان عدو الإنسان والرب لطيف بالإخوان.

3- تعلم أن مد الجسور إلى أميرات القصور هو بأمر الجماعة وليس بهوى الأفراد.

4- هوايتها جمع الغبار قبل الدينار قال صلى الله عليه وسلم :[ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار].

5- مشفقة منصحة ، تخلط الحلم بالعلم ، والقول بالعمل.

6- تربي أخواتها بصغار العلوم قبل كبارها.

7- هي التي تفرض في رأيها الخطأ وإن رأته صواباً، وفي رأي أخواتها العاملات الصواب وإن ظنته خطا.

8- كالنحلة العاملة لا تأكل إلا طيباً ، وإذا حطت لا تخدش ولا تكسر ، ولها شوكة ولكن للأعداء.

9- تجيد حسن الانتقاء لتقي مجموعتها مصارع أخطاء العفوية و الارتجال.

10- في سباق مع أخواتها إلى الله فإن استطاعت ألا يسبقها أحد فلتفعل.

11- إذا كانت مع الغافلات كتبت من الذاكرات ، وإذا كانت مع الذاكرات لم تكتب من الغافلات.

12- تحسن الظن بأخواتها حتى لا يحصين عليها هفواتها لأن كل ابن آدم خطاء.

13- حماسها للدعوة كحماسها لطفلها المريض ، لا تقر عينها إلا بسلامته عندها.

14- تكون لأخواتها كالأرض الذلول تحتمل الكبير والصغير ، وكالسحاب يظل البعيد والقريب وكالمطر يسقي من يحب ومن لا يحب.

15- لا تجتهد بعد الاتفاق على أمر.

16- تعلم أن الخطأ لا يكون صواباً وإن حسنت النيات.

17- تعلم أن الغاية شرعية ، وأن الوسيلة إليها شرعية والغاية لا تبرر الوسيلة.

18- كلما أنجزت أعظم الأعمال قالت : (اللهم إن الذنب كبير ، والعمل قليل ، ولا أثق إلا برحمتك يا أرحم الراحمين).

19- تصل من قطعتها ، وتعطي من منعتها ، وتعفو عمن ظلمتها ، وتدعو لأخواتها في ظهر الغيب.

20- لباسها الاقتصاد ، ومشيها الاستحياء ، وزينتها النظافة ، صوتها خفيض ، وطرفها غضيض.

21- الخير منها مأمول ، والشر منها مأمون ، صبورة في النوازل ، وقورة في الزلازل.

22- تركت حماس المتهور ، وأخذت حماس المتزن.

23- تعمل بهدوء وتصل قبل الآخرين.

24- خروج روحها أهون عليها من خروجها من الدعوة ، كالسمكة إذا خرجت من الماء تموت.

25- لها نفس تواقة ما وصلت لمنزلة إلا تاقت إلى ما هو أعلى منها، حتى تصل إلى الفردوس.

26- شعارها الوسطية والاعتدال ، كاللبن يخرج من بين فرث ودم.

27- تكون لأخواتها كالأم في الحنان ، وكالنبت في الطاعة ، وكالوالد في السعي ، وكالشقيقة في الصحبة.

28- إذا لم تزد شيئا في الدعوة ترى نفسها كأنها زائدة على الدنيا.

29- لابد أن تكون ضمن مجموعة.

30- تكون كالشجرة إذا أثمرت تواضعت أغصانها ، وإذا جفت شمخت أشواكها.

31- هينة لينة وسمحة قريبة ، تعرف كيف تقول لأخواتها إني أحبكن في الله.

32- منعتها كثرة الواجبات من الوصول إلى لحقها فأعطاها الله كل شيء.

33- لا تأكل الموتى في مجالس الغيبة شعارها :[ فليقل خيراً أو ليصمت].

34- صدرها مخموم وسرها مكتوم وعملها معلوم وقولها مفهوم.

35- إذا قرأت (سورة الغاشية) أخذت من الإبل صبرها ، ومن السماء علوها وصفاؤها ، ومن الجبال قوتها وثباتها ، ومن الأرض ذلتها ، وعلمت أن الله اختارها لرعاية الأجيال لا لرعي الجمال.

36- كنزها الذهبي حسن الاعتقاد ، وإخلاص النية ، وصلاح العمل ، ونور اليقين ، وحلاوة الإيمان، وأنس الذكر ، وبركة الدعوة ، وحيلة الدعاء.

37- رجعية إلى الله تأخرية عن النار ، تقدمية إلى الجنة ، متطرفة الإنفاق,متعصبة الحجاب، إرهابية النقاب ، أصولية المعاملة.

38- أبوها مؤيد وأمها مشاركة ، وأختها ملتزمة وابنها داعية ، وزوجها قائد.

39- تعرف حدها من العلم فتزيد فيه كل يوم ، وتثبته بالعمل والتبليغ.

40- تنمي عندها ثلاثة جوانب : الجانب الإيماني والجانب الثقافي والجانب الدعوي سواء بسواء.

41- مرآة أختها ، فتكتشف الأخت عيوبها كلما نظفت المرآة.

42- لا تتغيب كثيراً عن أخواتها حتى لا تتركهن للسامري وعجل الذهب.

43- تذكر أخواتها بالقرآن ، ولا تسوقهم بالصولجان.

44- تتعلم العلم الشرعي ، لتميز بينه وبين الأهواء.

45- لها في ” آسية ” زوج فرعون بيان ونور ، ” فآسية ” تعني طبيبة ، فأنت طبيبة الأرواح، تختارين الجار قبل الدار.

46- تلبس الحجاب عبادة وليس عادة.

47- تخطط البرامج للدعوة وقلبها يطوف بالبيت الحرام.

48- تكون أذنا للأصم ، وعينا للأعمى ، ويدا للمشلول ، ورجلا للكسيح ، وقوة للضعيف.

49- دليلة النساء إلى جوار الله ، وملجأ الدعوة من أول لقاء لها مع أختها المدعوة.

50- هي التي تكتشف عيوبها عند أهل المحاسن ، وليست التي تكتشف محاسنها عند أهل السوء.

51- لا تسخر من شكل مخلوق ولو كان قردا ، لأن الخالق واحد.

52- تعترف بالخطأ ولا تصر على الخطيئة ، لأن الإصرار عليها خطيئة ثانية.

53- همتها عالية تسأل رفقة الأنبياء لا رقعة بيوت الأزياء.

54- لا ترى لنفسها على أحد حقاً ، ولا لها عليهم فضلا إنما الفضل لمن يفتح لها باب الأجر والثواب.

55- جديدة في حياة زوجها ، قديمة على ثوابت دعوتها.

56- تفرق في الأعمال بين الفاضل و المفضول ، والراجح والمرجوح ، والأهم والمهم.

57- يومها خير من أمسها وغدها خير من يومها.

58- الله غايتها ، والرسول قدوتها ، والقرآن دستورها ، والدعوة سبيلها والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيها.

59- تدون ما تتعلم وتعلمه.

60- لها عملان عمل خاص وعمل عام ، الخاص تربي به نفسها وتعرف مرحلة الدعوة، والعام تدعو به أخواتها وتربيهم.

61- لا تشمت بالمصائب ، ولا تذكر المعايب ، ولا تضار بالجار ، ولا تضيّع من في الدار.

62- تحسّن الحسن وتشجعه وتهوّن القبيح وتعرض عنه.

63- تحاسب نفسها قبل أن تحاسب ، وتزن أعمالها قبل أن توزن.

64- تقبل النصيحة ، وتعين عليها ولو كانت من هدهد أو نملة.

65- عندها فقه الدعوة , فما يتحقق بالتلميح لا ينال بالتصريح.

66- تتابع أحداث عصرها وقضايا أمتها ، ثم تدعو بفهم ووعي وإدراك.

67- لا يمنعها حياؤها من طلب الحق والعلم النافع.

68- فصيحة اللسان ، ثابتة الجنان ، قوية الإيمان.

69- تدعو إلى رب معلوم في أسمائه وصفاته ، وتطلب العلم من منابعه وأصوله.

70- تحرص على دراسة القرآن والسنة المطهرة ، والسيرة العطرة.

71- تشارك في الجمعيات النسائية الصالحة لتصلح المجتمع النسوي.

72- متفوقة في دراستها ، مثل الشامة بين أخواتها ، تختار التخصص الذي ينفع بني جنسها.

73- تستشير الأخوات فتضيف إلى عقلها عشرات العقول بدون مقابل.

74- تستعين على قضاء حوائجها بالكتمان.

75- تخلص عملها لله حتى يصبح حامدها و ذامها في الحق سواء.

76- الأدب عندها خير من الذهب.

77- استغنت عما في أيدي الناس ، فاحتاجوا إليها.

78- هي التي تقتنص الفرصة ، لأن الوقت لا يعود.

79- تنزل الأخوات منازلهم ، وتقدر أقدارهن ، وتنسب إلى كل ذي فضل فضله.

80- تقدم مصلحة عامة المسلمين على مصلحتها الخاصة.

81- تعلم أن مخالطة الأخوات والصبر على أذاهن خير من العزلة.

82- تسع الناس بأخلاقها لا بأموالها ، لأن المال ينفذ والخلق باق.

83- تعمل من العمل أخلصه وأصوبه ، تريد به وجه الله وتتبع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

84- تعلم أن مصلحة الدعوة تفرضها الدعوة ، وليس الأوهام والهوى.

85- تحب كل من يدعو إلى الله على نور وبصيرة وتلتزم بأقرب المجموعات إلى الخير،وتقول التي هي أحسن.

86- ميزانها في الدعوة لا إفراط ولا تفريط.

87- لا تعاتب ، ولا تطالب ، و لا تطعن ولا تلعن.

88- تعمل مع أخواتها بشعور من تلقى بهم الله.

89- لا تتكبر على مربيتها في الدعوة ولو شعرت أنها أقل منها.

90- تحذر من الثناء المطلق على الطواغيت وإن بدا منهم بعض الخير.

91- أوثق عرى الإيمان عندها الحب في الله والبغض في الله.

92- هي التي لا تنظر في مسيرتها إلى أول الطريق فتعجز ، وإنما تنظر إلى نهايته ، التي كتبت عليها : وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [ الأعراف:128].

93- لا تتبنى الأفكار الشاذة ، ولا تتناجى بها مع الأخوات فتتسبب في انشقاق الصف.

94- عندها الذاتية والمبادرة إلى فعل الخيرات ، والنهوض بأهل الخير.

95- تكثر من الاستغفار بعد كل عمل دعوي ، وتحسن مع الله الابتداء ليكرمها الله بحسن الختام.

96- تتألف البعيدة , و تربي القريبة , و تداري القلوب.

97- تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها.

98- عرفت الحق فعرفت أهله.

99- إذا قرعت فقيرة بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل فأحسنت إليها.

100- تعلم أنها بأخواتها, فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن.

101- لا تنتظر المدح في عملها من أحد إنما تنظر في عملها هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟.

102- إذا رأت أختا مفتونة لا تسخر منها فإن للقدر كرات.

103- ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة و الجهاد في سبيل الله بعيدا عن الأهل و البيت.

104- تجعل من بيتها مشعلا صغيرا تنفع به الدعوة و المحتاجين.

105- تعطي حق زوجها كما لا تنسى حق دعوتها.

106- تعرف في أخواتها أوقات النشاط و أوقات الفترة , فتعطي كل وقت حقه.

107- غنية بالدعوة فلا تصرح و لا تلمح بأنها محتاجة لأحد.

108- تعلم أن المال قوة فلا تسرف في طلبها لكماليات المنزل.

109- تمارس الدعاء للناس, و ليس الدعاء عليهم.

110- إذا نامت أغلب رؤاها في الدعوة إلى الله, فإذا استيقظت جعلت رؤاها حقائق.

111- تطيب حياتها بالإيمان و العمل الصالح لا بزخارف الدنيا.

112- عرفت الله فقرت بها كل عين, و أحبتها كل نفس طيبة, فحملت إلى الناس ميراث الأنبياء.

113- لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق.

114- تكون دائما متأهبة للقاء الله و إن نامت على الحرير و الذهب.

115- لا تأسف على ما فات و لا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا , و لو أعطيت ملك سليمان لم يشغلها عن دعوة الله عز وجل طرفة عين.

116- تعرف متى تزور و متى تزار, ومتى تتكلم, و متى تستمع, و لا يولد أطفالها الإزعاج للآخرين.

117- لها في كل عبادة نصيب, و في كل سهم مغنم.

118- هي في عين نفسها صغيرة, وفي أعين الناس كبيرة.

119- إذا افتقرت تصدقت, و إذا جاعت أطعمت, و إذا تعبت صلت.

120- أحوالها أبلغ من أقوالها, فالأخوات يتأثرن بالأحوال قبل الأقوال.

121- تحتاط لنفسها في مجالس النسوة, و هي صادقة في أخلاقها.

122- لا تسمع الغناء و لا تطرب له, فقد أغناها الله بالقرآن,و بما يستحسنه النبيصلى الله عليه وسلم من الشعر الإيماني.

123- تجتهد في استخدام اللغة العربية في حديثها من غير تفصح و لا تكلف.

124- إذا اشترت شيئا ثمينا لا تتحدث به أمام الأخريات, فلعل بينهن فقيرة ينكسر قلبها.

125- لا تكلف الأخت الجديدة ما لا تطيق فتتسبب بنفورها.

126- لا تعتبر زوجة العالم عالمة, و لا ابنة العالم أو أخته, لأنها مواهب من الله.

127- تعلم أن مناهجنا حبر على ورق إن لم تحييها بروحها و حسها و ضميرها و جهدها.

128- تصوغ المناهج التربوية من واقع الدعوة فهي لا تنشأ من فراغ, و لا توضع في فراغ.

129- إذا تعثرت أختها في الله فلتقل لها أعطني يدك , فإن أبت فلتقل لها خذي يدي, فالنتيجة واحدة.

130- تدخل السرور على أبناء الشهداء و من توفي من الدعاة بين الحين والحين.

131- تحسن التحضير و إعداد الدروس و تتدرب على ذلك بإلقائها على الأهل و الأصدقاء.

132- تقرأ القرآن و تفسيره و الحديث و معناه, و تجعل معظم وقتها في طلب الفقه.

133- تبحث علن الوسائل الجديدة المشوقة في تبليغ دعوتها,و لكن في حدود الشرع.

134- تعلم أن حربنا إعلامية, فإن استطاعت أن تخوض المعركة في حدود الشرع فلتفعل.

135- تشارك بقلمها في الجرائد و المجلات الإسلامية , و تقوم بإهدائها للأخوات.

136- تصبر على سفر زوجها و غيابه في سبيل الله أو طلب العلم و الرزق.

137- تسعى على تزويج أختها في الله, و لا تهدأ حتى يتم لأختها ذلك.

138- إذا خطبها الرجل المؤمن الصالح فلا ترده بحجة انتظار المجاهد أو الملتزم.

139- لا ترفض الزواج بحجة التفرغ للدعوة, فقد نهى الإسلام عن التبتل و الرهبانية.

140- تعتني بالطفل المسلم فتجعل له برنامجا عاما يناسبه, فيه ما ينفعه و يفيده.

141- تجعل أسبوعا للأخت المسلمة, و تشارك فيه جميع الأخوات في مؤتمر إسلامي نسائي.

142- تستضيف أخواتها في الدعوة من خارج بلدها, للتناصح و تبادل الخبرات.

143- لا تستسلم للمشاكل, و لا يحد كثرة الأولاد من نشاطها, و لا يزيدها العمر إلا قوة وثبات.

144- تربي أطفالها على العزة و الشجاعة و البطولة و الطموح.

145- تشهد صلاة الجمعة مع النساء, و تحقق في كل جمعة تعارفا جديدا و مكسبا للدعوة.

146- تحذر من اتهام أو تزكية الهيئات أو الأشخاص أو الجماعات فلا تبني حكمها على ما يقوله العوام بل لا بد لها من دليل يقره الشرع.

147- تصوم النفل, و تقوم الليل بإذن زوجها و صلاتها في بيتها خير.

148- دعوتها في غرفة نومها حسن عشرتها لزوجها,و مع أخواتها حسن الصحبة, و مع أرحامها حسن الصلة و التسامح.

149- إذا لم يرزقها الله زوجا فلها في الدعوة إلى الله خير سلوان.

150- لا تحزن إذا لم يرزقها الله الولد, فالخير فيما اختاره الله.

151- كلما كان أثرها في الدعوة كبيرا فسيكثر أحبابها في الله, كما سيكثر حسادها و تروج عنها الإشاعات.

152- تحسب لكل قول أو عمل ألف حساب, و ذلك لأنها لا تمثل نفسها, بل تمثل دعوتها.

153- يتفرغ بعض الدعاة و الداعيات لمحاربتها, بسبب اختلاف وجهات النظر, أو هوى النفوس, أو الغيرة,و كل هذا لا يضرها إذا اتخذت العفو سبيلا.

154- تعطي أخواتها الفرصة للعمل معها و الإبداع و التخطيط في حقل الدعوة و تفرح لذلك.

155- لا تتضايق إذا اقتحم عليها أخواتها أوقات راحتها أو خلوتها في محرابها.

156- تحسن تقسيم العمل على أخواتها فيخف الحمل عليها.

157- إذا تعثر عليها العمل فلتعلم أنما ذلك لذنب سبق,وعليها أن تلزم الاستغفار.

158- تعلم أن للأخوات فروقا فردية متباينة و عليها أن تراعي ذلك.

159- عليها هداية الدلالة و ليس عليها هداية التوفيق, فهداية التوفيق بيد الله.

160- تحرص على الصدق و تلقين الحق و خاصة مع الجديدات من الأخوات.

161- تصبر على أختها خلال إصلاح عيوبها و لا تتعجل بالحكم عليها في عدم صلاحيتها للدعوة.

162- إذا كلفت إحدى الأخوات درسا أو عملا للدعوة فلا تهملها فيصيبها الإحباط , بل تشجعها و توجهها بلطف.

163- تقنع أخواتها أن لا غنى لهن عن التربية الدعوية, لأنها عبادة و دين.

164- تنقي أخواتها من ظاهر الشرك و باطنه و تطارد صغيره و كبيره, حتى تقضي عليه.

165- تدعو إلى رفع راية الجهاد في سبيل الله, لإعلاء كلمة الله ضد الكافرين و المستعمرين.

166- تتزود في أيام المنح و العافية لأيام المحن و الابتلاء.

167- لها مذكرة تدون فيها المنعطفات الحادة في حياة الدعاة, لتتوقى أسباب الفتنة.

168- تدرس مشكلات الدعوة و الداعية, و تحاول أن تضع لكل مشكلة حلولا, و تجهز الدواء قبل الداء.

169- لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين.

170- لا تجعل كبيرات السن في الدعوة يشعرن بأن الدعوة قد استغنت عنهن بل ترسم لهن برنامجا يناسب ظروفهن.

171- لا تفرح إذا صارت مسؤولة النساء كما لا تحزن إذا فاتها ذلك, لأنه أمانة ثقيلة في الدنيا و الآخرة.

172- لا تسأل أي منصب في الدعوة, و لا تشعر بأنها مظلومة لو لم تعطها الدعوة ذلك المنصب.

173- تنقل الأخوات من الكون إلى مكنونه من المخلوق إلى خالقه.

174- تعلم أنها لبنة في صرح عظيم, و لن تكون هي الصرح كله.

175- تصطفي من أخواتها كما اصطفى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر و عمر و عثمان و علي .

176- لا تجعل هفوات كبار الدعاة حجة لأخطائها فقدوتها محمد صلى الله عليه وسلم.

177- تحرص على توطيد علاقتها مع شقيقاتها و أشقائها في البيت و الأسرة, و أعظم حق تقدمه هو دعوتهم إلى الله عز وجل.

178- لا تشتري و لا تقرأ الكتب التي تفرق الصف و تمزق الجماعة و تفسد ذات بين المسلمين.

179- تحتفظ بأوراقها الخاصة, فلا تبعثر بين الناس بما يضرها و يضر دعوتها.

180- تعلم أنه ليس كل ما يذكر يقال و ليس كل ما يسمع يشاع.

181- تحرص على حرق و إتلاف كل ما يضرها و دعوتها و يضر أهل بيتها.

182- ترسخ أسس الإسلام و أركانه في قلوب الأخوات, ثم تبني بعد ذلك.

183- تسأل الله دائما أن يزين لها عمل الدعوة, و يلقي عليها الأنس و الرضا.

184- تحفظ كثيرا من الآيات الكريمة و الأحاديث الشريفة, و الحكم و أقوال كبار الدعاة, وتعرف متى تستشهد بذلك.

185- لا تشترك في الجمعيات المشبوهة ذات التخطيط الباطني, و إن بدا لها في أول الأمر أنها لا غبار عليها.

186- تحرص عند بناء بيتهم أن تذكر زوجها ببناء غرفة واسعة لدروس الأخوات.

187- تحرص على إعداد المربيات من الأخوات, و لولا ملكة النحل ما انتظمت الخلية.

188- تهيئ لأخواتها في بيتها مكتبة للدعوة و جميع الوسائل المعينة على البحث و التأليف.

189- تعود أخواتها الحفاظ على ممتلكات الدعوة و صيانتها من التلف.

190- عندها الذاتية الإيمانية و التي من خلالها تترجم الإيمان بالجنان إلى عمل بالأركان.

191- تجعل همها و جهدها في التغيير العام الشامل للمجتمع, التغيير في الأفكار و العقائد.

192- تعترف بخطئها و لكنها منتبهة إلى أخطاء الأعداء الذين سيصعدون خطأها ليغطوا على أخطائهم.

193- تطرد وساوس الانفصال,فلكل عمل وسواس يدعوها إلى حب البروز, و يزين لها الانفصال و تكوين جمعية جديدة.

194- تحرص على إظهار قوة الجماعة و مدى إمكاناتها, و كثرة من انضم إليها من كبار الدعاة, و المفكرين.

195- تربي أخواتها على العمل في حدود الإمكانيات و مدى الاستطاعة, على ضوء سنن الله و الأخذ بالأسباب.

196- إذا اختلفت مع مجموعتها تخرج بأدب و تنسحب بهدوء, و لا تنشر الغسيل فهذا من صفات المنافقين.

197- لا تعطي العهد و الطاعة للظالمين, و لا ترضى إلا بحكم رب العالمين.

198- تسير بدعوتها بسرعات ثلاث: سرعة الاستيعاب, و سرعة التخطيط, و سرعة التنفيذ.

199- تكون على إحاطة تامة للسلبيات و الإيجابيات و تحسب لكل سلبية حسابها و تستفيد من كل إيجابية.

200- تعلم أن أهدافها و غاياتها ليست كأهداف و غايات الناس اليوم؛ فهموم كثير من الناس لا تتعدى مصالحهم.

201- متيقنة بأن كل عمل يراد به وجه الله يزيد و يثمر, و كل ما سواه حابط و خاسر.

202- تعلم أن من أسباب تفرق الجماعات: نسيانها أو تعطيلها للعلم الشرعي و إتباعها مناهج أخرى.

203- إذا وجهتها الدعوة إلى تخصص دراسي يخدم دعوتها في حدود الشرع, فعليها أن تطيع و تضحي لأجلها.

204- تعلم أن كل منهج لا يرتكز على أصول الإسلام لا يؤدي إلى النجاح.

205- تخلص لكل الهيئات الإسلامية من أهل السنة و الجماعة, و تحاول التقريب بينها.

206- تربي أخواتها على النضج و الوضوح في الإجابة الصحيحة المنبثقة من الفهم السليم.

207- تربي أخواتها على التوازن التام بين العقل و العاطفة.

208- كلما فترت أخواتها عن الدعوة بينت لهن ضرورة الالتزام بالدعوة و الجماعة.

209- تربي أخواتها على إحياء كليات الإسلام و جزئياته.

210- تعرف عقلية الإنسانة التي تخاطبها و على ضوء ذلك يكون الخطاب و تكون الدعوة.

211- لا تغفل عن الخدم في البيت و تحرص على تنشئتهن على معاني الإسلام و أخلاقه.

212- تؤهل أبناءها في مرحلة ما قبل البلوغ بكل ما يلزمهم للقيام بحق الله في مرحلة البلوغ.

213- تهيئ أبنائها نفسيا و جسديا للجهاد و تحتسبهم لإعلاء كلمة الله.

214- تحذر أخواتها من تعميق النظرة التشاؤمية في شأن الإسلام.

215- تلتقط كل صغيرة و كبيرة فيما يخص موضوع المرأة, و تقوم بتوصيل ذلك لمن له قدرة في التأليف لإعداد كتيبات دعوية.

216- لا تحرك الغل الساكن في صدور البشر, و تحافظ على غطائه الإيماني الذي يهدئه.

217- ترسم لها و لأخواتها جدولا يوميا أو أسبوعيا محددا لجميع الطاعات و الفرائض.

218- تحذر من أن تأخذها العزة بالإثم عند النقاش و الجدل.

219- تحث أخواتها على حفظ سورة الكهف و تحرص على قراءة معانيها .

220- تحفظ مع أخواتها سورة تبارك و تقرؤها كل ليلة؛ فهي المنجية من عذاب القبر.

221- تحفظ مع أخواتها جزء عم كله لما فيه من سور تربي على حسن العقيدة.

222- تحفظ مع أخواتها سورة الحجرات و تقرأ تفاسيرها و تتحلى بأخلاقها.

223- تدرس مع أخواتها سورتي الأنفال و براءة و تقف معهن وقفات إيمانية و تحذر من صفات المنافقين.

224- تدرس مع أخواتها كتاب الأربعون النووية و تحفظ الأحاديث و تحرص على نشر معانيها.

225- تدرس مع أخواتها فقه الصلاة و الزكاة مع التطبيق العملي لهذا الفقه.

226- إذا مر عليها حديث صحيح لم يقبله عقلها فلا تتعجل برده, بل تسأل أهل الذكر من أهل السنة و الجماعة.

227- إذا مر بها حديثان بدا لها أنهما متعارضان فلا تتعجل بردهما, بل تبحث في أقوال العلماء حتى تجد ما يوفق بينهما.

228- لا تستهين بمن تخالفها الرأي أو وجهة النظر أو الفهم بل تدعوها إلى الحكم الراجح باحترام.

229- إذا ذكرت قولا فيه حكمة و تبين لها أن صاحبه كافر فإنها تبرأ إلى الله منه.

230- تدرس مع أخواتها كتاب رياض الصالحين و شرحه.

231- تحرص مع أخواتها على مدارسة الكتب القديمة ففيها من النور و العلم الغزير.

232- إذا أرادت أن تنتصر لنفسها فلترد ما قيل عنها و لا تسرف في العبارات النارية.

233- تعلم أخواتها الاتصال الفردي و تطلب من كل أخت أن تضيف إلى الدعوة أختا جديدة.

234- عليها مهمة تحصين الأسرة المنزلية و الأسرة الدعوية من أثر الفرق الهدامة والمناهج الضالة.

235- تبني في أطفالها و أخواتها تعظيم الماضي الإسلامي و أن الحاضر لا يمكن بناؤه إلا على الماضي العظيم.

236- لا تفرح كثيرا عندما يعلن مفكر كبير إسلامه؛ لأن هذا هو نوع من الإستشراق الجديد لتحطيم الإسلام بالإسلام بل تصبر و تتابع سيرته بعد إسلامه.

237- إذا خطبها الخاطب و فيها ما يمنع استمرار زواجها من عيوب شرعية فلا يجوز لها السكوت عن ذلك.

238- تحذر من عقدة بعض المسلمين و هي أنهم إذا التفتوا إلى الكفار ابتسموا و تلطفوا, وإذا التفتوا إلى الدعاة عبسوا و عنفوا.

239- تثبت لله عز وجل من الصفات ما أثبه لنفسه و ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم دون تعطيل أو تشبيه بالمخلوق.

240- توحد الله في ربوبيته و ألوهيته و أسمائه و صفاته.

241- لا يجوز لها أن تتزوج بكافر بحجة هدايته أو دعوته.

242- لا يحل لها مصافحة الرجال الأجانب لأن مس المرأة للرجل الأجنبي فتنة.

243- تحترم المعلمات في مدارسهن و لا يجوز التنابز بالألقاب.

244- تشجع زوجها على الجهاد في سبيل الله.

245- لا تطيع الأنظمة التي تأمر بإلقاء الحجاب الشرعي و لو أدى ذلك لبعض الأذى.

246- تحذر أخواتها من ارتياد الأماكن التي تكثر فيها المعاصي و يجاهر بها.

247- إذا سجن الطغاة زوجها تصبر حتى يفرج عنه.

248- إذا غلبها الحزن و البكاء و أرادت التنفيس عن الهم و الكرب فلا يكون ذلك أمام الأطفال.

249- تعلم أن هذه الوصايا بعضها كالغذاء, و بعضها كالهواء و بعضها كالدواء, فلتأخذ منها حاجتها و تستعين بالله على فهمها.

250- تحرص على تدريس أخواتها هذه الوصايا و على شرحها, و تحويلها إلى عمل و سلوك يومي, و الدعاء لمن كتبها.


الخاتمة :


وهكذا تجدين أيتها الأخت الداعية : أن الحمل ثقيل ، والمسؤولية كبيرة ، ومقومات النجاح متعددة ومتنوعة ، والأخذ بها كلها أمر-إن لم يكن متعذرا- فلا تناله إلا من بذلت في سبيله نفائس الأوقات،وضحت بالكثير الكثير من متع هذه الحياة وعاشت لدعوتها قائمة وقاعدة, فالداعية طبيبة القلوب ، والقلوب من خصائصها التحول والتقلب, ومعرفة أدوائها وتغيراتها مهمة الداعية الناجحة ، تدركها بفطرتها وشفافية نفسها ، وحدة ذكائها ، وقوة فراستها وكل ذلك يهبه الله  لمن أخلص في طاعته ، ولم يبتغ غير الله في عمله – ولا عجب – فالمؤمن ينظر بنور الله.


فاحرصي أختي الداعية على تحقيق النجاح في كل ميدان تتواجدين فيه فنجاحك نجاح للدعوة التي تحملينها , وحذار من الغرور ، فإنه مصدر كل الآثام والشرور ، والدرع الواقية من هذه الآفات : هو الإخلاص في القول والعمل ، وفي البواعث والنوايا ، قال سبحانه وتعالى :وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة : 5] ، فمن أخلص لله بارك الله عمله، وأينع غرسه ، وحقق أمله.


سدد الله الخطى و وفق الجميع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


المصدر

الداعية الناجحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق